أفضل سيناريو يتمنى متداولو العملات الرقمية أن يروه هو تلك الأيام التي تتراقص فيها الألوان الخضراء على الشاشة بالكامل — حيث يتجاوز البيتكوين مستوى المقاومة بقوة، ويتبع الإيثيريوم الارتفاع، وتواصل العملات الصغيرة الارتفاع بشكل جنوني دون توقف.

هذا النوع من السوق قد يخلق لديك وهمًا خاطئًا. تبدأ في التفكير، بما أن الاتجاه قوي جدًا، فلماذا لا تقسم أموالك إلى خمس أو عشر أجزاء، وتستثمر في نفس الوقت في SOL وBNB وPEPE وDOGE وغيرها من العملات الرائجة؟ تشعر وكأنك "توزع الشبكة على نطاق واسع"، وتحاول أن تستفيد من كل موجة سوقية.

لكن الحقيقة غالبًا ما تكون مؤلمة: استراتيجية "الفتح المتعدد" في عالم العملات الرقمية تبدو وكأنها تنويع للمخاطر، لكنها في الواقع أشبه بزرع قنبلة موقوتة في حسابك. هذه هي مخاطر التزامن في علم التمويل.

**أصول العملات الرقمية ليست كما تظن أنها مستقلة تمامًا**

هناك واقع قاسٍ هنا — غالبية أصول العملات الرقمية تتعلق ببعضها بشكل كبير، حيث تظل نسبة الارتباط قريبة من 1.0. بعبارة أخرى، فإن وتيرة ارتفاعها وانخفاضها تكاد تكون متزامنة. هل من المنطقي أن تنويع استثماراتك باستخدام التفكير المالي التقليدي هنا؟ الأمر غير مجدٍ أساسًا.

انظر إلى البيتكوين، فهو كأنه مصاص دماء يسيطر على السوق بأكمله. بمجرد أن يتعرض البيتكوين لانخفاض حاد، عادةً ما تتبع العملات البديلة انخفاضًا بمقدار 2-3 أضعاف. السيولة أيضًا ستُسحب منه. بالمقابل، يمكن للأسواق التقليدية أن تتنفس من خلال التحوط باستخدام الذهب، والأسهم التكنولوجية، والسندات الحكومية، حيث توجد علاقة عكسية بينها. لكن بيئة العملات الرقمية مختلفة تمامًا.

الكثير من الناس يدعون أنهم يوزعون استثماراتهم بشكل متنوع، لكن في الواقع، العملات من Layer 2، والعملات الرئيسية الأخرى، كلها تتجه نحو نفس الهدف. تبدو كأنها خمسة مراكز، لكنها في الجوهر تكرر الرهان على نفس الشيء.