هناك ظاهرة مثيرة للاهتمام تستحق التفكير: في الوقت الذي تظهر فيه بيانات الاقتصاد الأمريكي حاليًا اتجاهًا نحو التحسن، فإن معدل التخلف عن سداد بطاقات الائتمان لا يزال في ارتفاع مستمر — وراء هذا التناقض الظاهر، يكمن انعكاس لآليتين مختلفتين تمامًا في الدفع الاستهلاكي في بلدين.

ببساطة، المنطق الاستهلاكي في الصين مباشر جدًا: لديك دخل فتصرف. أما في الولايات المتحدة، فالعكس هو الصحيح: تستهلك باستخدام حد الائتمان أولاً، ثم تفكر في سداد الديون. الهيكل الأساسي لنظامي الدفع هذين مختلف تمامًا.

لماذا يمكن للاقتصاد الأمريكي أن يظل في نمو؟ ليس من خلال زيادة دخل وقوة شرائية العاملين — فذلك قد يثير رد فعل سياسي ورأسمالي متسلسل. ما هو الأسلوب الحقيقي؟ تقليل تنظيم الائتمان. تخفيف معايير إصدار البطاقات، توسيع نطاق الفوائد المتغيرة، توسعة حجم القروض الثانوية، تخفيف شروط إعادة الرهن العقاري للأصول… هذه العمليات تتيح تنشيط الاستهلاك مباشرة دون الاعتماد على زيادة الدخل.

من التسعينيات حتى الآن، كانت الولايات المتحدة تكرر هذا الأسلوب. وهذا يفسر أيضًا لماذا، عندما تكون البيانات الاقتصادية مشرقة وجميلة، فإن معدل التخلف عن سداد بطاقات الائتمان يتراكم بشكل خفي.