الخط اليومي، والخط الشهري، والخط الأسبوعي: فهم هذه الثلاثة خطوط يمكن من التقاط نقاط انعطاف السوق

عند تحليل الأسهم، يكتفي الكثيرون بمشاهدة مخطط الشموع (K-line) لبدء التداول، مما يؤدي غالبًا إلى الوقوع في فخ الخسائر المتكررة. الحقيقة أن الفرق يكمن في عدم الاستفادة بشكل جيد من مؤشرات المدى المتوسط والطويل مثل الخط الشهري والخط الربعي. هذه المؤشرات تساعدك على رؤية تكاليف المستثمرين الذين قاموا بالشراء خلال فترة زمنية معينة، مما يسهل عليك الحكم على ما إذا كانت أسعار الأسهم سترتفع أم ستنخفض.

كيف يتم حساب الخط الشهري، الربعي، والأسبوعي؟

ببساطة، هذه المؤشرات تمثل متوسط السعر خلال فترات زمنية مختلفة.

على سبيل المثال، باستخدام بيانات تداول شركة NVIDIA (NVDA) الأخيرة. إذا أردت حساب الخط الخمسي (5 أيام)، فقم بجمع أسعار الإغلاق لآخر 5 أيام تداول وقسم الناتج على 5. مثلا:

• سعر الإغلاق في 26 مارس 2024: 925.61 دولار
• سعر الإغلاق في 25 مارس 2024: 950.02 دولار
• سعر الإغلاق في 22 مارس 2024: 942.89 دولار
• سعر الإغلاق في 21 مارس 2024: 914.35 دولار
• سعر الإغلاق في 20 مارس 2024: 903.72 دولار

متوسط هذه القيم هو 927.318 دولار.

وبنفس المنطق، يتم حساب المتوسطات لفترات أخرى كالتالي:

القاعدة الأساسية: برسم هذه المتوسطات على مخطط الشموع، ستتمكن من رؤية متوسط تكلفة الشراء للمستثمرين خلال فترة معينة. إذا كانت الأسعار فوق المتوسط، فهذا يدل على أن أصحاب المراكز يربحون؛ وإذا كانت تحت المتوسط، فهذا يدل على خسارة.

كيف نقرأ ثلاثة خطوط؟ وكيف نستخدمها مع مخطط الشموع لفهم إشارات الشراء والبيع

في الواقع، يجب أن نستخدم هذه المتوسطات معًا. على سبيل المثال، لنظر إلى ارتفاع NVIDIA في 4 مارس: في ذلك اليوم، كانت الأسعار فوق خطوط 5، 10، 20، و60 يومًا طوال اليوم.

ماذا يعني ذلك؟

• من اشترى خلال الأسبوع الماضي يربح
• من اشترى خلال الأسبوعين الماضيين يربح
• من اشترى خلال الشهر الماضي يربح
• وأيضًا من اشترى خلال الربع الماضي يربح

في مثل هذه الحالات، يكون الشراء الجديد أكثر أمانًا، لأن معظم المستثمرين في وضع ربح، مما يعزز مستوى الثقة بالمراكز.

أما إذا ظلت الأسعار دائمًا تحت المتوسطات، فهذا يدل على أن جميع المشتريين في كل فترة خاسرون. وإذا استمرت الأسعار في الانخفاض، فإن الخاسرين سيميلون إلى البيع بسرعة، مما قد يؤدي إلى عمليات تدمير الأسعار.

التقاطع الذهبي والتقاطع الميت: إشارات الشراء والبيع

عند الحديث عن توقيت الدخول والخروج، لا بد من ذكر التقاطع الذهبي والتقاطع الميت.

التقاطع الذهبي: عندما يعبر متوسط المدى القصير (مثل 5 أيام) فوق المتوسط الطويل (مثل 20 يومًا)، فهذا يعني أن القوة الشرائية قصيرة الأمد تتزايد، وأن التكاليف المتوسطة للمشاركين في السوق ترتفع، وهو عادة إشارة لبداية اتجاه صاعد، ويعد إشارة للدخول.

التقاطع الميت: عندما يعبر متوسط المدى القصير تحت المتوسط الطويل، فهذا يدل على أن البائعين قصيروا الأمد يسيطرون أكثر، والكثير من المستثمرين في حالة خسارة، مما قد يؤدي إلى موجة بيع. في هذه الحالة، يفضل تقليل المراكز أو الانتظار.

كيف تعكس أنماط ترتيب الخطوط إشارات السوق؟

ترتيب أكثر من خط متوسط يمكن أن يكشف عن الحالة الصاعدة أو الهابطة في السوق:

ترتيب صاعد (توجه صعودي): جميع الخطوط مائلة للأعلى، مرتبة من الأقصر إلى الأطول من أعلى إلى أسفل. يدل على أن جميع المستثمرين في وضع ربح، ويشير إلى اقتراب اتجاه صاعد.

ترتيب هابط (توجه هبوطي): جميع الخطوط مائلة للأسفل، وأطول فترة يكون الخط في الأعلى، والأقصر في الأسفل. يشير إلى أن المستثمرين على المدى القصير لم يخسروا بعد، لكن المستثمرين المتوسطين والطويلين في خسارة، ما يعكس تشاؤم السوق واحتمال استمرار الهبوط.

الاستقرار والتوحيد (التموج الأفقي): جميع المتوسطات تتوازي وتتجه أفقياً، مما يدل على توازن القوى بين المشترين والبائعين، ولا توجد إشارة واضحة. ويجب الحذر في هذه الحالة وانتظار إشارة اختراق.

الصراعات والتشابك: المتوسطات تتقاطع وتتداخل بشكل متكرر، مما يدل على وجود ضغط بين القوى الصاعدة والهابطة، والعوامل المؤثرة ضرورية لتحديد الاتجاه القادم.

لماذا لا تعتبر الخطوط الشهرية والربعية حلاً سحريًا دائمًا؟

على الرغم من فائدة هذه المؤشرات، إلا أن لها عيوب واضحة يجب على المستثمرين الانتباه إليها:

تأخير الاستجابة (اللاحقية): تعتمد على بيانات الأسعار السابقة، لذلك عندما يتغير الاتجاه، يكون رد الفعل متأخرًا. أحيانًا يبدأ السعر في التحول قبل أن تلتقط المتوسطات التغير، مما قد يؤدي إلى فقدان نقطة الدخول المثلى.

الاضطرابات الناتجة عن تقلبات قصيرة الأمد: الأخبار المفاجئة أو الإعلان عن نتائج الأعمال السيئة تؤدي إلى تقلبات حادة في السعر، وهنا قد تعطي المتوسطات إشارات خاطئة. قد تظن أن التقاطع الذهبي قد حدث، لكنه مجرد استجابة عابرة للمشاعر قصيرة الأمد.

لذا، من الأفضل توخي الحذر عند صدور بيانات مهمة أو أخبار هامة.

كيف تستخدم الخطوط الشهرية والربعية لتحسين استراتيجيتك التداولية؟

الخطوة الأولى: تحديد إطار التداول الخاص بك

• للمتداولين القصيرين: استخدم خطوط 5 و10 أيام
• للمستثمرين المتوسطين: ركز على 20 و60 يومًا
• للمستثمرين على المدى الطويل: استخدم خطوط 120 و240 يومًا

الخطوة الثانية: مراقبة ترتيب الخطوط
لا تكتفِ بمتابعة خط واحد. عندما تظهر ترتيب صاعد، قم بزيادة المراكز، وعندما يكون هابطًا، قلل أو انتظر.

الخطوة الثالثة: الانتظار لعلامة التقاطع الذهبي أو الميت
رصد التداخل بين الخطوط مهم، ولكن الأفضل أن تنتظر إشارة واضحة من خلال تقاطع خط قصير مع طويل.

الخطوة الرابعة: الجمع بين التحليل الأساسي
المؤشرات الفنية مجرد أدوات، ويجب عدم الاعتماد عليها فقط. إذا كانت نتائج الشركة تتدهور، فحتى لو كانت الحالة الفنية جيدة، فتبقى الحذر.

الخطوة الخامسة: وضع نقاط وقف الخسارة
حتى لو كانت توقعاتك صحيحة، عليك تحديد مستوى خسارة مقبول، لأن لا مؤشر مضمون 100%.

بشكل عام، تعتبر خطوط المدى المتوسط والطويل أدوات فعالة لفهم توجه السوق من حيث الصعود والهبوط. عند دمجها مع إشارات التقاطع، وترتيبات الخطوط، والتحليل الأساسي، يمكن أن تزيد بشكل كبير من احتمالات نجاحك في الشراء عند القاع والبيع عند القمة. لكن لا تتوقع أن تكون هذه الأدوات سحرية، فالسوق دائمًا أكثر تعقيدًا، وإدارة المخاطر هي المفتاح للبقاء على المدى الطويل.