مؤخراً، عندما فتحت لوحة التداول، ألا يبدو أن تلك المساحة الخضراء تجعل الشخص يشعر بالقلق؟ خاصةً بالنسبة للأصدقاء الذين دخلوا السوق قبل شهرين فقط، وهم يرون مقتنياتهم تتراجع مع الأسهم الأمريكية، يشعرون بالقلق: هل من الممكن أن السوق الصاعدة قد بدأت للتو وستكون محكوم؟

لقد كنت في هذا السوق لمدة ثماني سنوات، واليوم يجب أن أوضح للجميع: هذه الجولة من الانخفاض ليست مشكلة في العملات نفسها، بصراحة، هناك من يسحب البساط من تحتنا - الحكومة الأمريكية مغلقة منذ 37 يومًا، ومصدر "المياه" في السوق العالمية يتم سحبه بهدوء.

يبدو أن بعض الناس فضوليون بشأن العلاقة بين إغلاق الحكومة وتداول العملات الرقمية. السبب ليس معقدًا: فقد انهار الحوار بين الحزبين حول الميزانية، ولم يكن لدى الحكومة أموال لتشغيلها، مما اضطر وزارة المالية إلى "امتصاص" الأموال من السوق بشكل طارئ، حيث سُحب تقريبًا 700 مليار دولار خلال الشهرين الماضيين! على سبيل المثال، يشبه ذلك خزانات المياه في الحي التي تم استنزافها من قبل إدارة المجمع، مما يعني أن صنابير المياه في كل منزل لن تعمل بالطبع - الأموال في البنوك أصبحت أكثر شحًا، وانخفضت السيولة في السوق إلى أدنى مستوياتها، بينما انخفضت احتياطيات البنوك لدى الاحتياطي الفيدرالي إلى أدنى مستوياتها التاريخية منذ عام 2021.

الأكثر سوءًا هو أنه عندما يشدد السوق الضغط المالي، ترتفع تكلفة الاقتراض على الفور. مؤخرًا، قفز معدل التمويل الليلي المضمون بمقدار 22 نقطة أساس، متجاوزًا بكثير الخط الأساسي الذي حددته الاحتياطي الفيدرالي. كانت تخفيضات أسعار الفائدة التي قام بها الاحتياطي الفيدرالي سابقًا تهدف إلى تخفيف القيود على السوق، لكن تدخل وزارة المالية ألغى كل ذلك، مما يعني أن السوق تعرض ل"زيادة غير مرئية" في الأسعار، وانتقلت مشاعر الذعر من هنا إلى سوق الأسهم الأمريكية والعملات المشفرة.

السوق الحالية تشبه الأرنب المتفاجئ، فأي حركة بسيطة تجعل الأموال تهرب للخارج، وهذا يفسر لماذا مؤخرًا