في تاريخ سوق الذهب، هناك فترتين من تحركات الأسعار تبرز بشكل خاص وتستحق منا مناقشة عميقة.
الفترة الحاسمة الأولى هي من عام 1971 إلى عام 1973. شهدت هذه المرحلة ارتفاعًا هائلًا في أسعار الذهب نتيجة لتغيير مؤسسي كبير. في عام 1971، أعلنت الحكومة الأمريكية عن فك ارتباط الدولار بالذهب، وهذا القرار غيّر بشكل جذري هيكل النظام النقدي العالمي. مع نهاية نظام بريتون وودز، تخلص سعر الذهب من نمط التسعير الثابت طويل الأمد، وبدأ في التقلب في السوق الحرة. أدت هذه التغييرات إلى ارتفاع سعر الذهب من حوالي 42 دولارًا في نهاية عام 1971 إلى حوالي 100 دولار في غضون عامين، بزيادة تصل إلى 138%. تعكس هذه الزيادة الإفراج المركّز عن الخصائص النقدية للذهب، وإعادة تقييم عالمية لثقة الدولار.
حدثت الفترة الثانية اللافتة للنظر من عام 1978 حتى أوائل عام 1980. كانت الزيادة في أسعار الذهب خلال هذه المرحلة أكثر حدة، وكان الدافع وراءها هو الأزمة الاقتصادية العالمية والتضخم. في عام 1978، أدت الثورة الإيرانية إلى حدوث أزمة النفط الثانية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 200%. أثار هذا الحدث موجة تضخم عالمية، حيث بلغت نسبة التضخم في الولايات المتحدة 13.3% في عام 1980. في هذا السياق، تجلت قيمة الذهب كأصل ملاذ آمن. ارتفعت أسعار الذهب من حوالي 200 دولار في نهاية عام 1978، إلى 850 دولار في أقل من عامين، بزيادة تزيد عن 325%. ومن الجدير بالذكر بشكل خاص أنه فقط في الفترة من أكتوبر 1979 إلى يناير 1980، ارتفعت أسعار الذهب من 400 دولار إلى 850 دولار في غضون ثلاثة أشهر، حيث شهدت هذه الفترة عدة مرات زيادة يومية تزيد عن 5%.
إن الارتفاع الكبير في أسعار الذهب مرتين يعكس التأثير العميق للتغيرات الحادة في الاقتصاد العالمي والأوضاع السياسية على سوق المعادن الثمينة. في الوقت نفسه، فإن هذه الزيادة التاريخية تبرز المكانة المهمة للذهب كأصل ملاذ آمن ووسيلة لتخزين القيمة. عند مواجهة تحديات كبيرة مثل إعادة بناء النظام النقدي، وأزمة الطاقة، والتضخم، يميل المستثمرون إلى اعتبار الذهب ملاذًا آمنًا.
عند استعراض هذه الفترة التاريخية، يمكننا أن نرى أن تقلبات أسعار الذهب الكبيرة غالباً ما تصاحب أحداث عالمية كبيرة. وهذا يذكرنا أنه عند تفسير سوق الذهب، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الصورة الأكبر، ونركز على الظروف الاقتصادية الكلية والتغيرات الجيوسياسية. في الوقت نفسه، توفر هذه التجارب التاريخية أيضاً مرجعاً ثميناً لفهم الأسواق المالية الحالية والمستقبلية.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
تسجيلات الإعجاب 9
أعجبني
9
4
إعادة النشر
مشاركة
تعليق
0/400
BearMarketBard
· 10-08 08:48
عالم العملات الرقمية حمقى
شاهد النسخة الأصليةرد0
SignatureVerifier
· 10-08 08:42
من الناحية الفنية، تتطلب هذه الأنماط التاريخية مزيدًا من التدقيق...
في تاريخ سوق الذهب، هناك فترتين من تحركات الأسعار تبرز بشكل خاص وتستحق منا مناقشة عميقة.
الفترة الحاسمة الأولى هي من عام 1971 إلى عام 1973. شهدت هذه المرحلة ارتفاعًا هائلًا في أسعار الذهب نتيجة لتغيير مؤسسي كبير. في عام 1971، أعلنت الحكومة الأمريكية عن فك ارتباط الدولار بالذهب، وهذا القرار غيّر بشكل جذري هيكل النظام النقدي العالمي. مع نهاية نظام بريتون وودز، تخلص سعر الذهب من نمط التسعير الثابت طويل الأمد، وبدأ في التقلب في السوق الحرة. أدت هذه التغييرات إلى ارتفاع سعر الذهب من حوالي 42 دولارًا في نهاية عام 1971 إلى حوالي 100 دولار في غضون عامين، بزيادة تصل إلى 138%. تعكس هذه الزيادة الإفراج المركّز عن الخصائص النقدية للذهب، وإعادة تقييم عالمية لثقة الدولار.
حدثت الفترة الثانية اللافتة للنظر من عام 1978 حتى أوائل عام 1980. كانت الزيادة في أسعار الذهب خلال هذه المرحلة أكثر حدة، وكان الدافع وراءها هو الأزمة الاقتصادية العالمية والتضخم. في عام 1978، أدت الثورة الإيرانية إلى حدوث أزمة النفط الثانية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 200%. أثار هذا الحدث موجة تضخم عالمية، حيث بلغت نسبة التضخم في الولايات المتحدة 13.3% في عام 1980. في هذا السياق، تجلت قيمة الذهب كأصل ملاذ آمن. ارتفعت أسعار الذهب من حوالي 200 دولار في نهاية عام 1978، إلى 850 دولار في أقل من عامين، بزيادة تزيد عن 325%. ومن الجدير بالذكر بشكل خاص أنه فقط في الفترة من أكتوبر 1979 إلى يناير 1980، ارتفعت أسعار الذهب من 400 دولار إلى 850 دولار في غضون ثلاثة أشهر، حيث شهدت هذه الفترة عدة مرات زيادة يومية تزيد عن 5%.
إن الارتفاع الكبير في أسعار الذهب مرتين يعكس التأثير العميق للتغيرات الحادة في الاقتصاد العالمي والأوضاع السياسية على سوق المعادن الثمينة. في الوقت نفسه، فإن هذه الزيادة التاريخية تبرز المكانة المهمة للذهب كأصل ملاذ آمن ووسيلة لتخزين القيمة. عند مواجهة تحديات كبيرة مثل إعادة بناء النظام النقدي، وأزمة الطاقة، والتضخم، يميل المستثمرون إلى اعتبار الذهب ملاذًا آمنًا.
عند استعراض هذه الفترة التاريخية، يمكننا أن نرى أن تقلبات أسعار الذهب الكبيرة غالباً ما تصاحب أحداث عالمية كبيرة. وهذا يذكرنا أنه عند تفسير سوق الذهب، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الصورة الأكبر، ونركز على الظروف الاقتصادية الكلية والتغيرات الجيوسياسية. في الوقت نفسه، توفر هذه التجارب التاريخية أيضاً مرجعاً ثميناً لفهم الأسواق المالية الحالية والمستقبلية.